جامعة
الأقصى
كلية
العلوم الإدارية والمالية
نظرية
المنظمة
الفصل
العاشر
إعداد: أ/ سيف
شعبان عاشور
الفصل
العاشر
نجاح
فاعلية المنظمة وقياسها
المبحث
الأول
مفهوم
فاعلية المنظمة وقياسها
أولاً: مفهوم الفاعلية:
يعد
معيار "فاعلية" المنظمة من المؤشرات المهمة في قياس مدى تحقيق المنظمة
لأهدافه انسجاماً أو تكييفاً مع البيئة التي تعمل بها من حيث استغلال الموارد
المتاحة. وقد تعرض مفهوم فاعلية
المنظمة(مثل غيره من المفاهيم) إلى التفاوت في وجهات النظر الفكرية من حيث تحديد
معناه الشامل والدقيق. فقد عرف بارنرد
"الفاعلية" على أنها " الدرجة التي تستيطع فيها المنظمة
تحقيق أهدافها". وبمعنى أكثر
وضوحاً فإن المنظمة تتسم بالفاعلية حينما تستطيع تحقيق أهدافها. أما إذا فشلت المنظمة في ذلك فإنها تتصف بعدم
الفعالية. إن الفاعلية على وفق هذا
المفهوم ترتبط أساساً بقدرة المنظمة على تحقيق أهدافها بدرجات متفاوتة.
وأشار
الفار إلى أن الفاعلية تعني" قدرة المنظمة على البقاء والتكييف والنمو، بغض
النظر عن الأهداف التي تحققها". ومن
هنا يتضح جلياً ظهور مفهوم جديد للفاعلية، يرتبط بمتطلبات التكييف البيئي والنمو
والبقاء، فالمنظمة تتعامل في إطار بلوغ أهدافها مع أوساط بيئية غير مستقرة.
تستطيع
البقاء والاستمرار في الوجود. وعليه
فإن الفاعلية، بموجب هذا التعريف والمفهوم تكمن في تحقيق ما يأتي:
أ.
قدرة المنظمة
على تحقيق أهدافها.
ب.
قدرة المنظمة
على التكييف مع البيئة والاستمرار في البقاء عاملة فيها.
ت.
قدرة المنظمة
على النمو والتطور باستمرار.
ومن
هنا يتضح جلياً بأن الفاعلية تتعلق بالسبل الكفيلة باستخدام الموارد البشرية
والمادية والمالية والمعلوماتية المتاحة استخداماً قادراً على تحقيق الأهداف
والتكييف والنمو والتطور.
ثانياً: قياس الفاعلية:
ولكي
يصار إلى اعتماد الفاعلية وسيلة لقياس مدى تحقيق المنظمة لأهدافها وتكييفها البيئي
ونموها وتطورها، فإنه لا بد من اعتماد مجموعة من المؤشرات، أو وسائل القياس، التي
أهمها ما يأتي:
أ.
تحديد نوع
الأهداف، وقياس تحققها:
أولهما الأهداف(الرسمية) التي يمكن معرفتها والاطلاع عليها من خلال الوثائق
الرسمية للمنظمة، مثل شهادة (عقد) تأسيسها، ونظامها الداخلي، والمستندات التي
تعتمدها إدارتها العليا. أما الثاني فيمثل
الأهداف العملية(أو الفعلية) التي تتمثل بمؤشرات الإنتاج والإنتاجية وكمية ونوعية
وحجم المخرجات السلعية أو الخدمية التي تقدمها وذلك خلال مدة زمنية معينة.
ب.
قياس القدرة
على التكييف: وهو يعني
"درجة قدرة المنظمة على التنبؤ بالمشكلات الداخلية والخارجية التي ستواجهها
في المستقبل وإيجاد السبل الكفيلة بالسيطرة عليها قدر الإمكان". إذ أن ذلك يؤكد حقيقة أساسية تلازم نشاط
المنظمة في تحقيقها للأهداف، وقدرتها على تحقيق رضا الأفراد، وتوفير الروح
المعنوية العالية لهم.
المبحث الثاني
مفهوم كفاءة المنظمة وقياساً
أولاً:
مفهوم الكفاءة:
يمثل مفهوم كفاءة المنظمة معيار الرشد
في استخدام الموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات المتاحة، حيث أن المنظمة
الهادفة للنمو والتطور لا بد وأن تؤمن إمكانية استمرار التدفق البشري والمادي
والمالي والمعلوماتي لكي تعمل بشكل فاعل ومستمر هذا خاصة وأن واقع البيئة المعاصرة
يتسم بمحدودية الموارد المتاحة، مما يجعل المنظمة تعاني باستمرار من شحة (أو
صعوبة) الحصول على الموارد المذكورة بالكميات والنوعيات اللازمة لأداء
أنشطتها. لذلك لا بد أن تقوم المنظمة
باعتماد الأسلوب الراشد في التوجه نحو تحقيق الأمثلية في استخدام الموارد
المتوافرة ، وكذلك محاولة التوفيق بين الأهداف المتوخاة وما يتوافر لديها من موارد
بشرية ومادية ومالية ومعلومات. فالمبالغة
بإمكانية تحقيق الأهداف، مع عدم كفاية الموارد المتوافرة يجعل المنظمة تعاني من إخفاقات
حادة في مجمل أنشطتها وعملياتها.
ومن هنا لا بد من التوكيد على حقيقة
مفادها أن قياس الكفاءة على مؤشرين أساسين هما:
أ.
مدى توافر
الطاقات البشرية والمادية والمالية والمعلومات المتاحة.
ب.
سبل استخدام
تلك الموارد لتحقيق الأهداف.
وفي
ضوء ذلك، فإن مفهوم كفاءة الأداء، يعتمد على درجة الرشد في استخدام الموارد المتاحة
بالشكل الذي يحقق أعلى المردودات منها، وكذلك إشباع حاجات ورغبات الأفراد العاملين
ورفع الروح المعنوية لديهم ليعزز رغبتهم واندفاعهم للعمل.
ثانياً: قياس الكفاءة:
لغرض
قياس كفاءة الأداء هناك العديد من المؤشرات والمعايير المستعملة في هذا الخصوص
منها:
أ.
المؤشرات(أو
المعايير) المباشرة:
تتضمن هذه المؤشرات قياس عمليات المنظمة من خلال مقارنة المخرجات (السلع
والخدمات) بالمدخلات (الموارد المستخدمة) خلال مدة زمنية معينة وتشمل ما يأتي:
a.
المقاييس
الكلية للكفاءة (مثل الربح الصافي قياساً بمجموع الموجودات أو حق الملكية).
b.
المقاييس
الجزئية للكفاءة(مثل المبيعات المتحققة قياساً بعدد العاملين في قسم المبيعات).
c.
المقاييس
النوعية للكفاءة(مثل الارتفاع بمستوى جودة المنتوج، باستخدام الموارد ذاتها).
وقد
تعجز مثل هذه المؤشرات (وغيرها من المؤشرات الطبيعية) عن توفي المقاييس الدقيقة خصوصاً
في بعض الأنشطة الخدمية التي يتعذر فيها استخدام مثل هذه المقاييس.
ب.
المؤشرات(أو
المعايير) غير المباشرة:
تعاني المعايير
المباشرة من القصور في قياس الكفاءة في بعض المنظمات للأسباب الآتية:
1.
عدم دقة
البيانات المتعلقة بالمدخلات والمخرجات بالمقارنة مع متطلبات تحقيق سبل القياس
المطلوب للكفاءة.
2.
عدم دقة
المقارنات التي تعد محور قياس الكفاءة وكذلك صعوبة إجرائها بين الوحدات والأقسام
المختلفة في المنظمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق