جامعة
الأقصى
كلية
العلوم الإدارية والمالية
نظرية
المنظمة
الفصل
الخامس عشر
إعداد:
أ/ سيف شعبان عاشور
الفصل
الخامس عشر
التخطيط
والإبداع
المبحث
الأول
الإبداع
أولاً: مفهوم الإبداع وأنواعه:
يختلف
مفهوم الإبداع عن الاختراع مع أنهما مفهومان مترابطان. فالاختراع يعني إدخال شيء جديد لهذا العالم لم
يسبق له أن وجد أو سبق إليه أحد، ويسهم في إشباع بعض الحاجات الإنسانية. أما الإبداع فإنه يتضمن قيام منظمة ما بإنتاج
سلع أو خدمات معينة أو استخدام طرق جديدة للمدخلات لم يسبق لها أن استخدمتها. وهذا يعني إجراء تغييرات تكنولوجية معينة. وتعد أو ل منظمة تستخدم هذه التكنولوجيا
الجديدة في العمل مبدعة وعملها هذا يعني إبداعاً ولهذا فإن الإبداع يعبر عن طبيعة
التغيرات التكنولوجية الجديدة في حين أن الاختراع هو جزء من عملية الإبداع ذاتها. ومن خلال ملاحظة التطورات العلمية والتكنولوجية
على مدار القرن الحالي فإنه يمكن التمييز بين ثلاث أنواع من الإبداع على
الوجه الآتي:
1.
الأنظمة
المعقدة والتغييرات التكنولوجية فيها، مثل الاتصالات، ونظم الأسلحة، والصعود إلى
القمر... حيث أن مثل هذه العمليات تتطلب السنوات الجديدة والاستثمارات المالية
الضخمة والجهود الكبيرة للقيام بها.
2.
الإبداع الذي
ينشأ عن إجراء التغييرات الأساسية والمهمة التي تؤثر على سمات ومعالم المنظمة بشكل
كامل. إذ يصعب التنبؤ بمثل هذا النوع من
الإبداع، كما أن له القوة الفاعلة في التأثير على مخرجات المنظمة.
3.
الإبداع الذي
يعد ضرورياً ويحدث في جميع أنواع المنظمات، حيث ينشغل المهتمون في إجراء التغيرات
التكنولوجية داخل المنظمة ومتابعة المشكلات قصيرة الأجل ذات العلاقة بالمنتوج
مباشرة وتقليل كلفته والسيطرة على النوعية وتوسيع الخطوط الإنتاجية، وما شابه ذلك
ويمكن معالجة مثل هذه المشكلات بشكل طبيعي من خلال التكنولوجيا المتعارف عليها
لديهم.
ثانياً: مراحل عملية الإبداع:
ومن
خلال دراسة معالم الإبداع وآثاره يمكن إيجاز المراحل التي تمر بها عملية الإبداع
بما يأتي:
1.
مرحلة التصور: تبدأ الخطوة الأساسية للإبداع الناجح بفكرة
جديدة أو تصور كامل للإمكانات التكنولوجية والاحتياجات المطلوبة، إضافة لدراسة
المنافع الاقتصادية والاجتماعية التي يأخذها المبدع بنظر الاعتبار أو طبيعة الطلب
المتوقع(المحتمل) ومقارنة المنافع المتوقعة بكلفة الإنتاج المطلوب.
2.
مرحلة تكوين
الفكرة: مرحلة تكوين الفكرة هي العملية الأساسية
الثانية في مرحلة الإبداع حيث أن تصميم المحتوى يشتمل على تحديد الطلب المتوقع
والتكنولوجيا المحتملة لتكوين التصميم.
وهذه الخطوة هي عمل مبدع وخلاق لتوحيد كل العوامل المطلوب اعتمادها.
3.
مرحلة معالجة
المشكلة: ترافق هذه الخطة عملية الإبداع بشكل مستمر حيث
تصاحب ذلك ظهور بعض المشكلات أو المعوقات التي يجب أن تتخذ بشأنها المعالجات
والحلول الممكنة لمواصلة فاعلية الإبداع.
4.
مرحلة الحل: إذا ما نجحت نشاطات حل المشكلات، تأتي هذه
المرحلة التي يكون الإبداع فيها قد وجد وتحقق نجاح المشروع المستهدف. فإذا حقق المبدع المشروع من خلال الإمكانات
التكنولوجية المتاحة سمي ها النوع الإبداع بالتبني.
5.
مرحلة التطوير: تمثل هذه المرحلة إحدى صور عدم التأكد التي
يواجهها المبدع، حيث أن إمكانية قياس الحاجة إلى التكنولوجيا المتوقعة لإكمال
المشروع تكون غير معروفة عادة لذلك يحاول المبدع أن يحل مشكلات عدم التأكد من خلال
الأخذ بنظر الاعتبار حاجة السوق والعقبات الإنتاجية المرافقة لذلك.
6.
مرحلة
الاستعمال والانتشار:
تمثل هذه المرحلة الخطوة النهائية والأخيرة في عملية الإبداع، حيث يتم
استعمال الإبداع أو انتشار فكرة الإبداع والنتائج المتحققة منها.
ثالثاً: اتخاذ القرارات الجماعية الإبداعية:
هناك
مجموعة متنوعة من أساليب القرارات الجماعية التي تنتهجها المنظمات المعاصرة لتشجيع
الإبداع، يمكن اختيار ثلاثة أساليب منها:
1.
أسلوب الجماعة
الإسمية.
2.
أسلوب دلفي.
3.
العصف
الذهني:
a.
تعريفه: هو وسيلة للحصول على عدد كبير من الأفكار من
جماعة من الأفراد، بوقت قصير في جلسة خاصة.
فكل الأفكار مرحب بها، وهي تتراوح بين الأفكار الذكية إلى المتطرفة التي
تساعد كذلك في أثارة جو من المرح في هذه الجلسة الإبداعية.
b.
قواعد
الجلسة: هناك أربعة قواعد أساسية لجلسة
العصف الذهني هي:
i.
التوقف عن
إصدار الأحكام أو بيان وجهات النظر عن الأفكار المطروحة.
ii.
التصور الحر.
iii.
الاهتمام بكمية
أو عدد الأفكار.
iv.
تلاقح
الأفكار: أي استفادة أي عضو في الجلسة من
أفكار الآخرين في صياغة أو إعادة صياغة الأفكار المطروحة.
c.
مراحل وتفاصيل
جلسة العصف الذهني:
أولاً: طرح المشكلة ومناقشتها، بحوالي (10) دقائق
وتقصر المدة بزيادة عدد الداخليين (الأكثر علاقة بالمشكلة).
ثانياً: إعادة صياغة المشكلة عدة مرات.
ثالثاً: اختيار إعادة صياغة للبدء بها، ثم تطرح
الصياغات الأخرى تباعاً، كلما تناقص سبل الأفكار المطروحة أو جفت الجلسة.
رابعاً: إثارة الحماس، أو تسخين الجو في الجلسة.
خامساً: بدء العصف الذهني أي تدفق الأفكار وتعليق
الأوراق التي سجلت عليها الآراء على الجدران، بسرعة. ولا بد هنا من تفادي التسجيل
بأشرطة، وتفادي استخدام سكرتير وإلا تعكس الأفكار على الأشرطة الشفافة.
سادساً: ضرورة سيادة جو المرح أثناء الجلسة.
سابعاً: يفضل كتابة الأفكار مباشرة من قبل قائد الجلسة.
ثامناً: تشجيع الأعضاء وإتاحة الفرصة الواسعة للمشاركة.
تاسعاً: يمكن أن يعلن القائد عن دقيقة صمت، للتفكير، ثم
تستأنف الجلسة، إذا تناقص تدفق الأكفار.
عاشراً: يسمح بتسجيل فكرة جديدة، حتى لو كانت إعادة
صياغة الفكرة مطروحة سابقاً، مع تغيير بسيط.
حادي
عشر: تشجيع طرح الأفكار المتطرفة.
d.
صفات العصف
الذهني الناجح:
أولاً:
تركيب جماعة العصف:
·
أن تضم العضوية
مزيجاً من الأعضاء من ذوي العلاقة بالموضوع أو المشكلة وممن ليسوا على علاقة بها.
·
تفاوت الخبرات
لدى أفراد الجماعة.
·
التفاوت في
الجنس: ذكور وإناث، قدر المستطاع.
·
التفاوت في
التركيب العمري قدر المستطاع.
·
إعطاء إشعار
مسبق للجماعة حول عقد الجلسة.
·
منع وجود
مراقبين، إذ أن كل الحاضرين يجب أن يشتركوا بالجلسة فعلاً.
·
تفاوت خبرات
المشاركين من حيث تعرض بعضهم لتجربة العصف الذهني سابقاً.
ثانياً: خصائص القائد:
·
هو عضو في
الجلسة وأكثرهم انشغالاً بها.
·
يسهم في تقديم
الأفكار عندما يتباطئ التدفق الفكري.
·
يجب أن يشجع
أية فكرة، ولا يقلل من أهمية أي منها.
·
لا يصدر
الأحكام حول الأفكار أثناء الجلسة.
·
التجربة
السابقة مهمة في تطوير قدرات القائد.
ثالثاً: بعض فنون لعبة العصف:
·
تقييم نجاح
الجلسة بمعيار عدد الأفكار، ثم إمكانية تنفيذها في المستقبل.
·
اختيار الموقع
المناسب لغرفة(قاعة) الجلسة، بعيداً عن واقع العمل.
·
معالجة الأفراد
الذين يحاولون احتكار تقديم الأفكار.
·
ترقيم الأفكار
وترقيم إعادة الصياغات على الأوراق التي تعلق على الجدران.
·
عدم تحديد وقت
إنتهاء الجلسة.
رابعاً: التقييم:
×
أهمية تقييم
نتائج الجلسة في ضوء أهدافها.
×
أهداف التقييم:
o
التوصل إلى عدد
من الأفكار الجيدة لغرض التنفيذ.
o
إظهار التصميم
على تنفيذ بعض الأفكار أمام المشاركين.
o
الانتظار ليوم
أو يومين بعد الجلسة، ثم يجري التقييم.
o
هناك أسلوبان
لتقييم النتائج أولهما: من قبل جميع المشاركين، حيث يطلب إليهم اختيار(10%) من
الأفكار، باعتبارها أفضل الأفكار. كما
يطلب إليهم اختبار(15-10) فكرة متطرفة.
أما الأسلوب الثاني فهو التقييم من قبل فريق منتخب من قبل أعضاء الجماعة،
يتولى تبويب الأفكار بمجموعات متجانسة واختيار(10%) منها كأفكار جيدة، وكذلك
(15-10) فكرة متطرفة.
خامساً: استمرار الاتصال بأعضاء الجماعة:
·
إعلام الأعضاء
بالنتائج النهائية.
·
إعلام الأعضاء
بتنفيذ بعض الأفكار في الواقع العملي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق