جامعة
الأقصى
كلية
العلوم الإدارية والمالية
نظرية
المنظمة
الفصل
الحادي عشر
إعداد:
أ/ سيف شعبان عاشور
الفصل
الحادي عشر
المنظمة
والتكنولوجيا
المبحث
الأول
مفهوم
وأهمية التكنولوجيا
تباينت
الآراء والمفاهيم بشأن تحديد مصطلح دقيق يستوعب بشكل تام مفهوم التكنولوجيا. فقد أشار كاسب وروزنزويج إلى أن التكنولوجيا
ترتبط بمفهوم المكننة أي إنتاج السلع والخدمات باستخدام المكائن والآلات. كما عرف لوثانز مفهوم التكنولوجيا على أنه يمثل
خلاصة الأساليب الآلية والمعرفة التطبيقية التي تستخدم من قبل الفرد للإسهام في
تحقيق أهداف المنظمة. وأشارت دراسة وودورد
إلى هذا المفهوم من خلال تقسيمها التكنولوجيا إلى ثلاثة مستويات هي: الإنتاج حسب الطلب(الدفعة الصغيرة) والإنتاج
الكبير(الواسع)، والإنتاج المستمر. كما أن
هناك العديد من المفاهيم التي استخدمت لتحديد مصطلح التكنولوجيا بشكل دقيق، ولكنها
بشكل عام تتفق على أن التكنولوجيا تتضمن جميع المعارف الإنسانية التطبيقية التي
تسهم إيجابياً في معالجة المشكلات والمواقف التي تواجه المنظمات أو الأفراد في
إطار تحقيق الأهداف.
المبحث
الثاني
مراحل
تطور التكنولوجيا وأثرها في سلوك المنظمة
أولاً:
مراحل تطور التكنولوجيا:
مرت
التكنولوجيا مثل غيرها من جوانب المعرفة الإنسانية عبر مراحل تاريخية امتدت لمدد
طويلة من الزمن، حيث أنها تضمنت تطور الأساليب الآلية، وأساليب العمل ونظم
المعلومات ويمكن تحديد أهم مراحل تطورها حسبما يأتي:
أ.
مرحلة الصناعات
اليدوية.
ب.
مرحلة الآلية
أو المكننة.
ت.
مرحلة الإنتاج
الكبير.
ث.
مرحلة التحكم الآلي أو الأتمتة.
ج.
مرحلة التحكم
الذاتي.
وما
زالت جميع أنواع التكنولوجيا أعلاه مستخدمة في مختلف المجتمعات الإنسانية رغم
التطورات التي شملت المراحل الأولي
منها. كما أن انتشارها في المجالات
والقطاعات المتعددة لهو دليل على الحاجات
المتنامية إليها وعلى أهمية استخدامها في تطوير العمليات المختلفة.
ثانياً: أثر التكنولوجيا في سلوك المنظمة:
تعددت
آراء الباحثين والمتخصصين بشأن التكنولوجيا و آثارها البيئية بين اتجاهين رئيسين،
فبعضها يؤكد الآثار الإيجابية على الإنسان والبيئة بينما يميل الأخر إلى الإشارة
لأثارها السلبية فقد أكد البعض على أثر التكنولوجيا في سلب حق الأفراد في اتخاذ
القرار. وكان أو من أشار لذلك كارل ماركس
عند مهاجمته للرأسمالية. ثم جاء بعض علماء
الاجتماع مثل ماكس فيبر وميلر ليعدلوا في
بعض الجوانب المعلقة بالاتجاه الماركسي في هذا الشأن ومعالجة المشكلات المثارة حول
انعزال عاطفياً بسبب آثارها التكنولوجيا وضعف العلاقات الاجتماعية بين الأفراد أي
الرد على الآراء التي ركزت على الآثار السلبية للتكنولوجيا على الإنسان والبيئة.
ويمكن
إيضاح عينات من آثار التكنولوجيا في سلوك المنظمة والفرد بما يأتي:
1.
تضع التكنولوجيا
قيوداً على توزيع المهمات والعمل بين الأفراد والجماعات.
2.
تسهم
التكنولوجيا في إيجاد وتحديد شبكات الاتصال بطريقة يتحقق معها التلاحم المنظمي
بأقصى كفاءة وفاعلية.
3.
تحديد
التكنولوجيا المستويات والعلاقات التنظيمية طبقاً للاحتياجات الحقيقية في شبكات
تدفق العمل.
4.
تسهم
التكنولوجيا في تحسين الظروف المادية للعمل من حيث الضوء والحرارة والصوت،
وغيرها. بما يتلائم مع حاجات تحقيق أعلى
كفاءة ممكنة في الأداء.
5.
تسهم
التكنولوجيا في رفع كفاءة أداء الأفراد في المنظمة من حيث السرعة وتقليص الهدر
والضياع في الجهود البشرية والمادية والمالية والمعلومات.
وهناك أمثلة كثيرة تؤكد، بوضوح آثار
التكنولوجيا وأبعادها الايجابية في تحسين كفاءة المنظمات وتحقيق أهدافها الأساسية.
المبحث
الثالث
قياس
التكنولوجيا في المنظمة
أولاً: دراسة وودورد (Woodward):
تعد
دراسة وودورد من أكثر وأهم الدراسات شيوعاً في تحليل أثر تكنولوجيا الإنتاج في
المنظمات وقد قامت الباحثة باعتماد التكنولوجيا على أنها متغير يؤثر بشكل كبير في
الهيكل التنظيمي للمنظمات(المنشآت) الصناعية، ويلعب دوراً مساوياً(إن لم يكن أكثر
أهمية) من دور العمليات.
أسس
قياس التكنولوجيا:
أ.
إنتاج الدفعات
الصغيرة(أو الإنتاج حسب الطلب).
ب.
الإنتاج
الواسع(أو الدفعات الكبيرة).
ت.
الإنتاج
المستمر.
ثانياً: دراسة هيج وايكن (Hage &
Aiken):
شملت
المنظمات الصناعية وغير الصناعية، وتناولت التحقق من الفرضية التي مفادها "أن
هناك علاقة بين درجة الرتابة (الروتينية) في العمل وبين التركيب الاجتماعي،
والأهداف في المنظمة.
ثالثاً: دراسة بيل (Bell):
تناولت
تحليل العلاقة بين الأفراد في المنظمة على التنبؤ بمتطلبات العمل ودرجة التشدد في
عملية الاشراف، وذلك باختيار فرضيتين أساسيتين هما:
أ.
كلما صعب
التنبؤ بمتطلبات العمل من قبل الأفراد العاملين كلما كان الإشراف أحكاماً.
ب.
كلما زاد أحكام
الإشراف ازداد استخدام الأساليب الرسمية والقواعد.
رابعاً: دراسة هكسون وزملائه (Hickson):
الدراسة
في مجال تحليل أثر التكنولوجيا في الجوانب التنظيمية في المنظمة. فقد أكدوا على تكنولوجيا العمليات أو تدفق
العمل.
كلما
ازداد تكامل وتنسيق التكنولوجيا كلما اتجهت الأنشطة المكتوبة للمنظمة نحو
التركيب(الهرمي) الرسمي، وازداد عدد التقسيمات الإدارية واستخدام الإجراءات
والقواعد الرسمية وكان تدفق العمل تحت رقابة الإدارات التنفيذية وليس الإدارات
الاستشارية.
خامساً: دراسة موهر (Mohr):
تناولت
الدراسة قياس درجة الارتباط بين التكنولوجيا والهيكل التنظيمي. وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة حقيقية بين
القابلية الإدارية وبين مشاركة المرؤوسين في اتخاذ القرارات.
سادساً: دراسة جايلد ومانسفيلد (Child
and Mansfield):
دراسة
علاقة المتغير التكنولوجي مع متغيرات البيئة، وأدوار الأفراد. وقد تضمنت أهم النتائج ما يأتي:
أ.
هناك ارتباط
ضعيف بين التخصص الوظيفي والتخصص حسب الأدوار باعتارها متغيرات في الهيكل التنظيمي
والتكنولوجيا.
ب.
ترتبط
التكنولوجيا بالهيكل التنظيمي في أنشطة الصيانة والرقابة على تدفق العمل والنقل،
ولا توجد علاقة مماثلة مع الوظائف الاستشارية، مثل المحاسبة والأفراد.
ت.
توجد علاقة
قوية بين المتغيرات التكنولوجية والهيكلية في المنظمات صغيرة الحجم.
سابعاً: دراسة الدريج (Alderich):
تميزت
الدراسة بأهمية واسعة الانتشار في الأوساط المنظمية سيما محاولتها طرح مفاهيم
جديدة بشأن المتغيرات التنظيمية ذات العلاقة بالتكنولوجيا. وتوصل للنتائج الآتية:
أ.
ترتبط
المتغيرات التكنولوجية (وهي درجة الاعتمادية، التشغيل المتغير) مع بعضها ولكن
العلاقة غير واضحة.
ب.
توجد علاقة
إيجابية بين المتغير التكنولوجي(الاعتمادية) ومتغير تركيز الصلاحيات.
ت.
توجد علاقة
سببية بين تكامل تدفق العمل وتركيز الصلاحيات، مما يعني أن الشركات ذات الأتمتة
العالية تميل إلى المركزية.
ث.
توجد علاقة
ايجابية بين متغير"التشغيل المتغير" ومتغير " تكامل تدفق
العمل". وهذا يؤشر على أن الشركات
ذات الدرجة العالية من التشغيل المتغير تمتاز بالدرجة العالية من الأتمتة في العمليات
الإنتاجية.
ج.
وجود تأثير
سببي ومباشر بين متغير"التشغيل المتغير" و " هيكلية الأنشطة.
ح.
يتأثر خط
السيطرة في تدفق العمل بشكل مباشر بكل من متغيري الحجم والتشغيل المتغير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق