جامعة
الأقصى
كلية
العلوم الإدارية والمالية
نظرية
المنظمة
الفصل
الثاني
إعداد:
أ/ سيف شعبان عاشور
الفصل الخامس
الفرد
المبحث
الأول
الفرد
وأهميته في المنظمة
يمثل
الفرد الوحدة الأساسية التي تحدد سلوك المنظمة، وفي ضوء السلوك الذاتي للفرد،
تستطيع المنظمة تحقيق أهدافها الإدارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. إن مجيء الفرد للعمل وانصهاره فيه واستجابته
لمتطلبات وتفاعله مع أقرانه واستخدامه لمواد وأدوات العمل ورضاه عن العمل ذاته
ومجمل علاقاته ونشاطاته، تعد مصادر أساسية للسلوك المنظمي، من ناحية وتلعب أدواراً
رئيسة للتأثير في المنظمة وتحقيق أهدافها، من ناحية أخرى.
وتعد
السمات النفسية للفرد المصدر الأساسي الذي يتحدد في ضوء السلوك الذاتي للفرد، من
حيث أنماط تصرفاته إزاء المواقف المختلفة، وإدراكه ورغباته واهتماماته التي تشكل
الباعث الرئيس لأنماط سلوكه تجاه الآخرين داخل المنظمة أو في إطار علاقاته
الاجتماعية خارجها.
المبحث
الثاني
الإدراك
أولاً:
طبيعة الإدراك:
يلعب
الإدراك دوراً أساسياً في تحديد أنماط السلوك الذاتي للفرد. فالقرار يدرك ما يحيط
به بأشكال مختلفة تنسجم مع طبيعة الإدراك المحسوس الذي يعبر عنه بالسلوك المتخذ
إزاء الموقف المحسوس أو غير المحسوس للأشياء، أو الأشخاص أو التصورات التي يدركها
في عقله الباطني. فلكل فرد نمط متميز من
الإدراك وأسلوب خاص من التفكير. وهناك
العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير في أنماط الإدراك تجاه المواقف المحددة
منها:
أ. التركيب
الفيزيولوجي للفرد.
ب. البيئة
المادية والاجتماعية للفرد.
ت. رغبات
الفرد وحاجاته المتطورة أو المتغيرة وسبل تحقيقها.
ث. الخبرات
والتجارب المتراكمة للفرد.
فالخصائص
الفيزيولوجية، كالذكاء الموروث والقابلية الذهنية، والقدرات البدنية، ذات أثر كبير
في تحديد الأنماط للإدراك الذاتي للفرد ويمكن القول بأن الأفراد الذين يتميزون
بمستوى متدن من الذكاء غالباً ما يدركون ما هية الأشياء والحوادث بصورة أقل عمقاً
ودقة ووضوحاً من ذوي المستويات الأعلى من الذكاء كما تلعب البيئة المادية
والاجتماعية أثر لا يقل أهمية في بلورة الأسلوب الإدراكي للفرد. فالأفراد العاملون في مجتمعات صناعية متحضرة
يتميزون بسعة وعمق إدراكهم للتشابك والتعقيد في الصور المحسوسة. أما الأفراد الذين يعيشون في بيئات صحراوية أو
ريفية أو نائية أو منعزلة فغالباً ما يتسم نمط إدراكهم للأشياء أو المحسوسات
بالبساطة والوضوح وعدم الغموض فالتعقيد البيئي لوجود الذات الإنسانية يقل أثره
كلما ابتعد الفرد عن مؤثرات المجتمعات الصناعية المتحضرة.
فالفرد
يميل بطبيعته إلى إدراك الأشياء والأفراد الآخرين بأسلوب ينسجم تماماً مع طبيعة
حاجاته ورغباته والسبل التي يمارسها في إشباعها، ويمكن التوكيد بشكل حازم، على أن
الخبرات والتجارب الذاتية المتراكمة للفرد تلعب دوراً رئيساً في أسلوب الإدراك
الحسي، أن الأفراد، بشكل عام يتميزون عم سواهم بطبيعة التجار والخبرات الماضية
للأشياء والأشخاص الآخرين.
ثانياً:
أنماط السلوك:
يواجه
الفرد في المنظمات المختلفة مؤثرات ومتغيرات تمثل لديه مدخلات فالأوامر والمعلومات
التي يتلقاها من رؤسائه أو زملائه في العمل أو من غيرهم تشكل سبيلاً إدراكية معينة
يتحدد في ضوئها النمط السلوكي المتخذ من قبله ويمكن تحديد أنماط السلوك الإنساني
للفرد بما يأتي:
أ. السلوك
الظاهري( المحسوس):
يمثل هذا النم من السلوك صوراً من التصرفات الظاهرية المحسوسة التي يمكن
ملاحظتها بشكل واضح كالحركات الجسمية أو التغيرات الشكلية التي ترسم على الوجه.
ب. السلوك
المستتر أو (الضمني):
ومهما كان النمط السلوكي الذاتي الذي يتخذه الفرد، أي سواء أكان ظاهرياً أم
مستتراً فإنه يمثل استجابة لمؤثرات البيئة التي تعرض لها في إطار المواقف أو
المجالات المختلفة والتي شكلت لديه وضعاً سلوكياً إزاءها بعد الإحساس الإدراكي
بها. ولا بد أن تتأثر المنظمة بطبيعة
ومستوى إدراك الأفراد العاملين لديها في سعيها لتحقيق أهدافها. حيث أن المثيرات التي تقدمها المنظمة للأفراد
العاملين لا بد أن تؤدي إلى تحقيق انعطافات إيجابية في إدراك الأفراد العاملين
فيها، فنظام الرواتب والأجور والمكافآت
والترقيات والخدمات الاجتماعية والحوافز الأخرى تعد مثيرات أساسية تجعل من الفرد
قدرة فاعلة لتحقيق الأهداف.
ثالثاً:
مراحل الإدراك:
وهي:
أ. مواجهة
المثيرات( المنبهات): تمثل هذه المرحلة التعرض إلى احد
المثيرات المعينة كمقابلة المسؤول عن الأداء أو مواجهة أدوات الإنتاج أو خطوط
العمل أو التعرض لمواقف معينة مع زملاء العمل أو مناقشة أنظمة الأجور والحوافز
وغيرها.
ب. استقبال
المعلومات وتسجيلها:
تلعب حواس الفرد وجهازه العصبي وقدراته الحسية درواً أساسياً في استقبال
المعلومات المختلفة (عبر أدوات الحواس وشبكة الأعصاب) عن المواقف الكثيرة التي
يتعرض لها الفرد أثناء عمله في المنظمة وهي تشكل لديه مرحلة الإثارة للمنبهات (أو
المثيرات) المختلفة.
ت. التفسير: تمثل هذه المرحلة تفسير المثيرات التي تم
التعرض إليها فنبرة الصوت للمسؤول الإداري وطبيعة الجمل وتركيبها، وطبيعة العمليات
الإنتاجية، وسبل أدائها وكذلك الأمور المتعلقة بالأنظمة المرتبطة بالعمل والأداء
الانتاجي تشكل جميعها لدى الفرد صوراً معينة من التفسير الذي سيعبر عنه في المرحلة
الأخيرة من مراحل الإدراك.
ث. الاستجابة
السلوكية( الإدراك):
تمثل هذه المرحلة النتاج السلوكي أو
الإدراكي للفرد. ففي ضوء طبيعة
التفسير يحدد الفرد رد فعل معين إزاء الموقف، سواء أكان ظاهرياً أو مستتراً، وتعد
هذه المرحلة الخطوة النهائية في تكوين مدركات الفرد، حيث يتحدد في ضوئها السلوك
المراد اتخاذه يحدد الفرد رد فعل معين إزاء الموقف، سواء أكان ظاهرياً أو مستتراً،
وتعد هذه المرحلة الخطوة النهائية في تكوين مدركات الفرد، حيث يتحدد في ضوئها
السلوك المراد اتخاذه إزاء المواقف المختلفة.
المبحث
الثالث
الدوافع
أولاً: مدرسة العلاقات الإنسانية:
أن
العلاقة بين الرضا والدوافع الكامنة وراء الأداء تتحقق في الحالات التي يحصل فيها
الأفراد على المزايا والعوائد وذلك على أساس الأداء المتحقق من قبلهم. ففي مثل هذه الحالات يصبح أداء افرد مرتبطاً
بطبيعة المنافع التي يتوقع الحصول عليها. وهذا من شأنه أن يسهم في تطلع الفرد نحو
طموحات اقتصادية واجتماعية، وإلى السعي لتوفي سبل إشباعها عن طريق زيادة فاعلية
وكفاءة الأداء. وفي حالة غياب الاقتران
الموضوعي بين الرضا والأداء، يضعف (أو لا يتحقق) ما تستهدفه المنظمة من تطلعات
هادفة لتطوير الكفاءة أو تحسينها.
ثانياً: نظريات التعلم:
أن
نشاط الفرد في أداء عمل ما يتوقف على نتائج الخبرات السابقة التي نال فيها الثواب
أو العقاب. فإذا قام القرار بعمل معين ثم حصل جرائه على الثواب فإنه يميل إلى
تكراره في المستقبل بكفاءة تقترن بدرجة الثواب الذي حصل عليه. أما إذا قام بفعل معين وحصل جرائه على العقاب
فإنه يميل إلى عدم تكراره في المستقبل.
ويعتمد هذا المدخل في دراسة الدوافع على ما يحصل عليه الفرد من حوافز
إيجابية أو سلبية من تكرار العمل.
ثالثاً:
المداخل المعرفية أو الإدراكية في علم النفس:
تعتمد
هذه المداخل على افتراضات منطقية تقوم على أساس الدوافع الذاتية للفرد فهي تكمن في
مجموعة متغيرات وعمليات نفسية كامنة في الذات الإنسانية فالدوافع الأساسية لقيام
الفرد بنشاط معين لا تعتمد على المتغيرات المبحوثة في المداخل (من حوافز ودوافع إيجابية وسلبية) وإنما تخضع
لإرادة الفرد الواعية في تحديد عناصر الاختبار بين البدائل المتاحة تبعاً لحرية
الاختيار المتوفرة وفي ضوء المعرفة الإدراكية والواعية للفرد وتحديد سبل الجذب
والاختيار على وفق العوامل الأساسية الكامنة في ذات الإنسان. ومن أشهر هذه النظريات ما يأتي:
أ. نظرية
التوقع: تقوم نظرية التوقع لفروم على أساس افتراض منطقي
مفاده أن السلوك الفردي تسبقه عمليات مفاضلة بين العديد من البدائل المتاحة التي
يحدد في ضوئها الفرد القيام بعمل من عدمه.
وتعتمد هذه المفاضلة أساساً على قيمة المنافع المتوقعة من بدائل السلوك
المتعلقة بالأداء. وكلما توقع الفرد
توافرت لديه البدائل المحققة لإشباع حاجاته وكلما كانت دافعية العمل لديه أكبر قوة
وأعلى جذباُ في اختيار البديل المحقق للهدف وهكذا.
ب. نظرية
مستوى الطموح: تمثل
الأهداف التي يتوقع الفرد الوصول إليها من خلال الانجاز المتحقق في الأداء حيث
يتوقع الفرد الوصول إلى تحقيق هدف يشبع به حاجاته أو إلى تحقيق عوائد مرتقبة وقياس
النجاح أو الفشل من خلال الوصول للمستوى الذي يطمح إليه. فإن الفرق بين مستوى الإنجاز السابق ومستوى
الطموح يسمى بــ" فرق الهدف" (وهو حاصل طرح" مستوى الإنجاز
السابق" من " مستوى الطموح"). والفرق بين" مستوى الطموح"
و" مستوى الانجاز الجديد" يسمى بــــ" فرق الانجاز"( ويتم
الحصول عليه من خلال طرح" مستوى الطموح" من " مستوى الانجاز
الجديد"). و"فرق الانجاز" هو المحدد لمشاعر النجاح أو الفشل التي
تترتب على الانجاز الجديد.
ثالثاً: نظرية صياغة الهدف:
تشير
هذه النظرية إلى أن دوافع الفرد تتحول دائماً باتجاه تحقيق أهداف وغايات تمثل، في
حد ذاتها، النوايا المستهدفة للفرد، وتمثل الأخيرة محور السلوك الذي يدفع الفرد
باتجاه عمل معين.
رابعاً: نظرية الإدارة بالأهداف والنتائج:
تعد
هذه النظرية الترجمة التطبيقية للمفاهيم التي اقترحتها نظرية صياغة الهدف. وعلى الرغم من كون نظرية الإدارة بالأهداف
والنتائج هي أقدم واسبق من حيث الوجود من سابقتها فإنها من الناحية المالية تعبر
عن إمكانية تطبيق نظرية صيغة الهدف علماً وتدل علة واقعيتها وتشير إلى كيفية
تطبيقها. وتقوم نظرية الإدارة بالأهداف
والنتائج على الأسس الآتية:
أ. يتم
تحديد أهداف قابلة للقياس على مستوى المنظمة وتقسيماتها والأفراد العاملين فيها،
ويغطي تحديدها مدة زمنية معينة.
ب. توضع
الخطط الأساسية لتحقيق الأهداف الموضوعية، وبشكل يعبر عن طموحات انجازها وفي اطار
المشاركة أيضاً.
ت. توضع
الخطط التفصيلية والبرامج التنفيذية بمشاركة الأفراد العاملين سيما الذين يراد
منهم انجاز الأداء المعين.
ث. يحدد
في ضوء الأهداف الموضوعية برنامج متكامل للحوافز المقترنة بانجاز الأهداف.
ج. متابعة
الانجاز من خلال أسلوب توجيهي لتصحيح الانحرافات الحاصلة من قبل الأفراد ذاتهم.
ح. يقاس
الانجاز المتحقق للأفراد والتقسيمات وتجرى مقارنته مع الأهداف الموضوعة خلال المدة
المحددة، ويجري إشعار الأفراد بذلك.
خ. يتم
توزيع الحوافز على الأفراد العاملين حسب مستوى الانجاز المتحقق من قبلهم، كما
تعالج الانحرافات، ويجري تصحيحها بغية الشروع بصياغة الأهداف ووضع الخطط والبرامج
المستقبلية وهكذا.
خامساً:
الإدارة بالتجوال:
تعد الإدارة
بالتجوال انجازاً فكرياً وعلمياً جديداً جسدته الإدارة اليابانية من خلال المفاهيم
الفكرية والثقافية والتربوية لطبيعة المجتمع الياباني. وقد شهدت مرحلة التطور في حقل علم الإدارة خلال
مرحلتي نهاية السبعينات والثمانينات تطوراً كبيراً في إدخال أساليب الإدارة
الميدانية وخصوصاً ما حققته حلقات السيطرة النوعية من دور كبير في مستويات الانجاز
الإنتاجي ومن تطوير الإنتاجية من الناحيتين الكمية والنوعية وقد عكست طبيعة
الإدارة الميدانية ونظرية (Z) بشكل ملحوظ الحياة الريفية التي عاشها الفرد الياباني من حيث إرساء
قيم التعاون والود والتآلف مع العاملين معه.
ولم تشكل التطورات العلمية والتكنولوجية والتقدم التقني بأشكاله وصوره
المختلفة أية عوامل مساعدة في إضعاف الروابط الاجتماعية في اليابان.
المبحث الرابع
التعلم
أولاً: طبيعة
العلم:
لا شك في أن
التعلم هو من الظواهر ذات الأهمية الكبيرة في دراسة سلوك الفرد والمنظمة، بل في
مجمل آفاق الدراسات الإدارية. إذ مثلما
يتأثر الفرد سلوكياً من خلال المتغيرات الداخلية(كالإدراك والدوافع) فإن ما يمتلكه
من خبرات متراكمة سابقة( من خلال تفاعله مع البيئة) هي أيضاً من العوامل المحددة
والموجه للسلوك الإنساني. إن ما يطلع
عليه" التعلم" يمثل ذلك التغيير الذي يتصف بالدوام النسبي في السلوك
الفردي المخزون في ذاكرته والذي ينتج عن الخبرات أو الممارسات. فالتعلم قد ينتج عن الممارسة المباشرة كما قد
يحصل نتيجة لعدم وجود خبرات وممارسات مباشرة، مثل حالة التعلم بالملاحظة، ومتابعة
خبرات الآخرين.
ثانياً: نظريات التعلم:
ومن أهمها:
أ. نظرية
التعلم الشرطي التقليدية:
وهو الفعل المنعكس الشرطي وهو ما يطلق عليه بــ التعلم الشرطي وفي اطار هذا
النوع من التعلم يغير الفرد من سلوكه نتيجة لمروره بمواقف تجريبية خاصة تترك
آثارها في نفسه وتجله يستجيب لمؤثرات معينة لم يكن يستجيب لها من قبل وبتعلم من
هذه المواقف والتجارب التي تؤثر في مجمل سلوكه وتؤدي إلى تكوين عادات جديدة بعد أن
تكون قد أثبتت له وجود رابطة قوية بين منبهات(مثيرات) معينة وبين استجابات تحصل
كلما تكرر وجود هذه المنبهات.
ب. نظرية
التعلم من خلال المحاولة والخطأ: فالإنسان يتعلم بهذا الأسلوب لغرض الاختيار
السليم للمنبهات التي يتطلبها بقاؤه حياً، أو لغرض تحقيق الرضا في مواجهة المواقف
والمشكلات فعندما تواجه الفرد هذه المواقف والمشكلات فإنه يبذل في البداية محاولات
أو حلول تجريبية أو استطلاعية مستعيناً بمخزون تجاربه. وهو يستبعد المحاولات الخاطئة ويركز على
الصحيحة، ويسعى إلى تنظيمها في نمط سلوكي منسق لمواجهة موقع أو مشكلة محددة بجهد
أقل(كفاءة) ولذلك فالتدريب والتوجيه لهما الدور المهم في سرعة التعلم وتقليل مدة
المحاولة والخطأ كما أن العائق في سبيل تحقيق أهداف الفرد يدفعه إلى تعلم أنماط
جديدة لإزالة ذلك العائق. فالفرد مشابهه،
في إطار التعليم وباتجاه الاستجابات التي تحقق الرضا وتشجع الحاجات. وقد توصل
ثورندايك من تجاربه على الحيوانات إلى ثلاثة قوانين أساسية هي:
a.
قانون
الاستعداد:
ترتبط حالات الرضا أو الاستياء بمدى استعداد الجهاز العصبي فاستعداد الفرد في
المنظمة للقيام بعمل معين هو حصيلة أنماط استجاباته التي تعلمها من قبل وقدراته
البدنية والعقلية ومهاراته.
b.
قانون الأثر: وهو يشير إلى أن الاستجابة الناجحة في موقع
معين تؤدي إلى الرضا وتقوي العلاقة بين المنبه والاستجابة وتشجع على تكرار حدوث
الاستجابة وبالعكس فإن الاستجابة الفاشلة تسبب الضيق والألم وتضعف الرابطة بين
المنبه والاستجابة وتقلل من احتمالات التكرار في المستقبل.
c.
قانون المران: فالروابط بين المنبه والاستجابة تقوي من خلال
المران وتضعف بسبب توقف التمرين فالمران الموجه والتكرار يزيدان من فرصة حصول
الاستجابة الصحيحة.
ت. نظرية
الاستبصار:
أنه
ليس من الضروري أن يكون التعلم مجرد ارتباط استجابات بمنبهات محددة، وإنما يقوم
على أساس تحليل الموقف القائم وإدراك العلاقات الرئيسة بين العناصر والأشياء
والمكونات الزخرى، وهو ما يعفر بـــــ" الاستبصار" فالفرد يقوم بدراسة
الموقف وينظم عناصر المشكلة بحيث يمكنه إدراك المعاني والعلاقات بين عناصرها
هادفاً للوصول إلى الحل المناسب حتى ولو واجهته في البداية استجابات غير
سليمة. فالفرد يتعلم بالبصيرة ويستعين
بخبراته السابقة في حل المشكلات الجديدة بوقت أقل. وعليه فكلما زادت الخبرات السابقة وازدادت
قدرته على تنظيم أجزاء الموقف ككل ببعضها البعض وفهم الأجزاء والعلاقات بينها،
كلما زادت قدرته على حل المشكلات الجديدة.
المبحث
الخامس
الحاجات
الحاجات
الإنسانية في مجموعات تبعاً لأهميتها النسبية كما يأتي:
أ. الحاجات
الفيزيولوجية:
وتتضمن الحاجات الجسمانية والأساسية لحياة وحفظ النوع مثل الحاجة للطعام
والماء والهواء والنوم وتأتي في أسفل السلم الهرمي وتشكل قاعدته الأساسية
باعتبارها الحاجات الرئيسية لضمان بقاء العنصر البشري.
ب. حاجات
الأمان والطمأنينة:
وتعبر عن حاجات الفرد للأمن والطمأنينة وتجنب المخاطر ولا تتضمن هذه
المخاطر المادية للفرد بل تتناول الجوانب المتعلقة بالأمن النفسي والمعنوي
واستقراره وضمان مستقبله وتأتي في الحلقة الثانية من السلم.
ت. الحاجات
الاجتماعية: وتتضمن
الشعور بالود والألفة والمحبة مع الآخرين وتبادل المشاعر الاجتماعية والإنسانية
معهم وتكوين الأصدقاء والزملاء والتعبير عن التوافق وعن التفاعل مع الجماعة.
ث. الحاجات
للتقدير: وتتضمن
حاجات الفرد للشعور بأنه موضع اعتزاز واحترام وتقدير الآخرين واعترافهم له بمكانة اجتماعية
معينة وتنبع هذه الحاجات عادة من خلال شعوره ذاتياً بضرورة الحصول على احترام
الآخرين.
ج. حاجات
تحقيق الذات: تعبر هذه
الحاجات عن رغبة الفرد في تكوين كيان متميز ومستقل له من خلال مواهبه وقدراته وأماناته
ويشير إلى مدى استعداده للتعبير عن ذلك وتشكل هذه الحاجة في نظر ماسلو أعلى السلم
الهرمي للحاجات.
وتأتي
قوة الحاجات بشكل عام من خلال ما يأتي:
أ. مستوى
الإشباع أو درجة الحرمان: حيث كلما زادت درجة عدم الإشباع أو الحرمان الذي يشعر به
الفرد لحاجة معينة كلما ازدادت قوة البحث عن السبل الكفيلة بإشباعها واعتبارها
الموجه الرئيس للسلوك الفردي.
ب. قوة
المنبه (المؤثر): كلما زادت درجة إثارة
الفرد من خلال المنبهات(أو المثيرات) الخارجية كلما زادت سبل البحث عن الإشباع حيث
أن بعض الحاجات غالباً ما تكون كامنة في ذات الفرد، إلا إذا تأثرت بمتغيرات خارجية
ساعدت على تنشيطها أو تحريكها.
المبحث
السادس
الشخصية
ومن
هنا يمكن تعريف الشخصية على أنها عبارة عن مجموعة من الخصائص التي
يتميز بها فرد معين والتي تحدد مدى استعداده للتفاعل والسلوك.
أولاً:
أركان الشخصية:
يمكن
من خلال التعريف أعلاه، تحديد الأركان الأساسية المميزة للشخصية على النحو الآتي:
أ. التمييز:
تتباين الشخصية الإنسانية من فرد لأخر، حيث يتسم كل فرد بخصائص تجعله يختلف عن
غيره من الأفراد بسمات وصفات مختلفة.
ب. الحركية: الشخصية الإنسانية نتاج للعلاقات الحركية
المستمرة بين الإنسان والبيئة. وعليه لا
يمكن القول بوجود خصائص شخصية مكتسبة من المجتمع تميز الطفل الوليد عن غيره، حيث
ينعدم التفاعل الواعي بينه وبين الاجتماعية فحركية الشخصية الإنسانية تجعلها
متأثرة بحصيلة التفاعل الاجتماعي بعد الولادة وحتى الوفاة.
ت. الشمول: تمثل الشخصية الإنسانية تنظيماً يتسم بشموله
لجميع خصائص الفرد وسماته، إذ أنها تمثل التنظيم الفريد والمتميز لاستعداده لاتخاذ
السلوك إزاء المواقف المختلفة التي يواجهها.
ثانياً: النظريات الرئيسة للشخصية:
تختلف
الآراء والمفاهيم في تفسير الشخصية الإنسانية بشكل دقيق، وأسلوب نشأتها وتطورها.
أهم النظريات التي تناولت الشخصية ما يأتي:
أ. نظرية
الأنماط: وتم تقسيم هذه الأنماط إلى الأنواع الآتية:
a.
الأنماط
الجسمية أو البدنية.
b.
الأنماط
النفسية إذ تناول الباحثون هذا النمط الشخصي للذات الإنسانية من جوانب متعددة حيث
جرى تقسيمه إلى نوعين هما: أولاً: النمط الانبساطي للسلوك الشخصي حيث يتم التعامل
الإنساني من خلال تفاعل أكبر مع المحيط البيئي للفرد. ثانياً:النمط الانطوائي للسلوك
الشخصي ويتم التركيز فيه على طبيعة الحياة الذاتية للفرد ويتجه التفكير فيه إلى
تحقيق الذات وتدعيم وجودها.
c.
الأنماط
الاجتماعية وتمثل الأبعاد العلمية والجمالية والدينية للذات الإنسانية.
ب. نظرية
السمات:
تناول
بعض من علماء النفس تفسير الشخصية الإنسانية من خلال السمات أو الخصائص التي يتميز
بها الفرد غيره من الآخرين " فالشخصية عبارة عن مجموعة من السمات أو
الخصائص"
وفي ضوء هذا المفهوم يقسم هورني الأفراد إلى
ثلاثة فئات وفقاً لخصائصهم من حيث التفاعل مع الآخرين هي:
أ. الفئة
الإيجابية: تمثل هذه الشريحة من الأفراد
طبيعة السلوك الايجابي للتفاعل مع الآخرين حيث تميل إلى البحث عن الأصدقاء والسعي
نحو تقديم الخدمات للآخرين ومساعدتهم والتعاون معهم. ويشعر الفرد فيها بالرغبة في أن يكون موضع
اهتمام واعتزاز الآخرين.
ب. الفئة
النافرة: تتميز هذه الفئة بالنفور وعدم
الاستجابة للتفاعل كما تتصف بالعدوانية والمنافسة وتميل إلى اعتبار البقاء للأصلح.
ت. الفئة
السلبية: تتصف الأنماط السلوكية لهذه
الفئة بالانطواء والانعزالية حيث يميل أفرادها إلى الابتعاد عن أجواء التفاعل
الاجتماعي وعدم الانضواء في المجاميع الإنسانية فهي تتصف بالميل الأكيد نحو
الاكتفاء الذاتي لحياتها. كما أن الرغبات
والدوافع والخبرات الماضية أو المتراكمة للفرد ذات أثر مهم في هذا المجال. وقد
يستطيع الفرد أن يكتسب بعض السمات الشخصية أثناء المعايشة مع المواقف المتباينة
التي يتعرض لها. ومن هنا يمكن القول بأن
هناك العديد من الخصائص الشخصية للفرد منها على سبيل المثال ما يأتي:
a.
الكبرياء: وهي
سمة تمثل صور الثقة بالنفس والمظهرية في السلوك والدفاع عن الحقوق وإعلان الذات في
المواقف المختلفة وبعكسها التواضع.
b.
الاستقلال: وتمثل صور العمل بعيداً عن الآخرين وبمعزل عنهم
وبالطريقة التي يفضلها الفرد ويعكسها الاعتمادية.
c.
السيطرة: يسعى الفرد من خلالها إلى حب السلطة والنفوذ وإعطاء
الأوامر والميل إلى القيادة وقوة الإرادة ويعكسها الخضوع.
d.
العطف: يميل الشخص من خلالها إلى احترام مشاعر الآخرين
ورغباتهم واعتماده المسالك النفسية الرحيمة في التعامل وبعكسها اللامبالاة تجاه
عواطف الآخرين.
e.
المبادرة:
ويميل الأفراد فيها إلى تكوين الجماعات وحب الظهور في مقدمة الحوادث والمواقف
وتقديم الاقتراحات التطويرية في المناسبات وعكسها السلبية.
f.
الإقبال على
الآخرين: ويميل الأفراد من خلالها إلى
تصديق الآخرين وعدم الميل لإصدار أحكام قاسية عليهم وتغاضي النظر عن نقاط الضعف
لدى الآخرين وبعكسها رفض الآخرين.
g.
المنافسة: ويميل
الأفراد من خلالها إلى اعتماد التنافس وتشجيع الصراع والتسابق مع الآخرين مستهدفين
هزيمتهم باعتبارهم عناصر منافسة لهم وبعكسها التعاون.
ومما
لا شك فيه أن الخصائص الشخصية للفرد ذات أثر كبير في تحقيق أهداف المنظمة فتحديد
الخصائص الذاتي للأفراد يجعل من الممكن التخطيط والتنبؤ بالمستقبل ولا بد في الوقت
ذاته من التركيز على درجة الاستقرار في السمات الشخصية للأفراد وعلى شمولية السلوك
لجميع المواقف المتشابهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق