جامعة
الأقصى
كلية
العلوم الإدارية والمالية
نظرية
المنظمة
الفصل
الأول
إعداد:
أ/ سيف شعبان عاشور
الفصل
الأول
طبيعة
المنظمة
المبحث
الأول
تعريف
المنظمة ومفهومها
المنظمة: هي
وحدة اجتماعية هادفة. وتصاحب المنظمة
الفرد طيلة حياته، فهو يعيش في عدد متزايد
منها، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، فرعية أم رئيسة، وفي مختلف أوجه حياته- وفي كل
قطاعات المجتمع والاقتصاد الوطني على حد سواء.
فالأسرة والمدرسة، والجامعة، والدوائر الحكومية، ومنشأة الأعمال،
والمستشفى، والنادي كلها منظمات يعيش فيها الفرد ويتفاعل من خلالها مع الجماعات.
ومن
أهم مجالات نظرية المنظمة:
دراستها للبيئة الخارجية التي تعيش فيها المنظمة وتتفاعل معها. وتتكون هذه البيئة من مجموعات مترابطة ومتكاملة
من العوامل الاقتصادية والسياسية، والقانونية، والتكنولوجية، والاجتماعية،
والثقافية، والأخلاقية.
فإن
أهم ما تتوجه نظرية المنظمة لدراسته هي المدخلات الأساسية للمنظمة(أي مكوناتها) من
أفراد وجماعات صغيرة وتنظيم رسمي أما(عمليات) المنظمة "أوجه نشاطها"
فتشمل التنظيم الرسمي والاتصالات ، والقيادة واتخاذ القرار، والتحفيز، والصراع،
والتخطيط، والرقابة أما مخرجات المنظمة فهي قدرتها على تحقيق أهدافها(أو فاعليتها)
بكفاءة. وهناك" تغذية عكسية" من
البيئة الخارجية إلى المنظمة لغرض تكييف مدخلاتها وعملياتها. وتتغير المنظمة، وتبتدع وتتأقلم مع البيئة، في
مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها. فهي تستوعب
التكنولوجيا(تكنولوجيا الآلة والعمل معاً) وتتبدل تبعاً لذلك. كما تنمو وتتطور، ويزداد تعقيدها، وتستجيب
للتغيير بالتكييف والمقاومة معاً، حسب متطلبات بقائها في الوجود بفاعلية وكفاءة.
المبحث
الثاني
أنواع
المنظمات
أولاً: طبيعة تكوين المنظمة:
يمثل
معيار طبيعة تكوين المنظمة أحد الأسس في تفسير تباين المنظمات، إذ يمكن تبويب
المنظمات، تبعاً له، على الوجه الآتي:
أ.
المنظمات
الطبيعية:
يطلق
مصطلح المنظمات الطبيعية أو التلقائية على المنظمات التي لا يلعب الفرد الواحد
فيها دوراً ملحوظاً في تكوينها ويجد نفسه تلقائياً عضواً فيها، بحكم الانتماء
العائلي أو القومي، كما يمكن أن يطلق عليها اصطلاح "منظمات الأمر
الواقع". ومن الأمثلة التي يشيع
وجودها لهذا النوع من المنظمات، الأسرة، والأمة، والمؤسسة الدينية.
ب.
المنظمات
المكونة:
المنظمات
المكونة هي التي تسهم في تحقيق أهداف معينة، في إطار الظروف البيئية وغيرها من
الأفراد والجماعات سيما في تكوينها والانتماء لها لتحقيق العوامل المؤثرة الأخرى
كما أن التفاعل الاجتماعي بين الأفراد يساعد على خلق وتكوين هذه المنظمات لتسهيل
تحقيق الأهداف الذاتية والجماعية لأفراد المجتمع الإنساني. وبشكل إشباع الحاجات الإنسانية ضرورة أساسية في
تحقيق الانتماء إليها. ومن الأمثلة الشائعة لها منشآت الأعمال والجامعات والمدارس
والمستشفيات, والمنظمات الثقافية والنوادي.
ثانياً:
دوافع الانتماء للمنظمة:
يمكن
أن تعلب دوافع الانتماء الذاتي أو الاجتماعي للمنظمة دوراً أساسياً في خلق التباين
أو الاختلاف بين المنظمات وعلى ذلك يمكن التمييز بين نوعين مختلفين من الدوافع هما:
أ.
الدوافع
الذاتية للانتماء:
تشكل
الدوافع والرغبات الشخصية، أو الذاتية في الانتماء أساساً لتكوين هذه المنظمات
التي من بينها نقابات العمال، والمنظمات المهنية، والجمعيات التعاونية وجمعيات
الهوايات.
ب.
الدوافع
الاجتماعية للانتماء:
ينبثق
بناء بعض المنظمات من الدافع الاجتماعية العامة، حيث يستهدف الفرد من خلالها اسداء
الخدمة للمجتمع بصرف النظر عن الفائدة الشخصية المراد تحقيقها، مثال ذلك جمعيات
الرفق بالحيوان والجمعيات الخيرية، وجمعيات الخدمات الاجتماعية.
ثالثاً: نوع
الملكية:
تقسم
المنظمات حسب نوع الملكية، أي حسب الجهة المالكة لها إلى ثلاثة أنواع هي:
أ. المنظمات
العامة ( أو الاشتراكية):
وهي
تتمثل بالمنظمات التي تقوم الدولة ( نيابة عن المجتمع) بانشاذها حسب طبيعة نظامها السياسي والاقتصادي، وهي تضم مجموعتين
أو لهما، منشآت القطاع العام (الاشتراكي) وهي منظمات تستهدف أساساً، ومن بين ما
تستهدف، تحقيق المردود الاقتصادي أو المادي من عملياتها، وثانيهما دوائر الدولة التي
تستهدف تقديم الخدمة العامة للجمهور المستفيد منها بكفاءة.
ب. المنظمات
الخاصة:
وهي
المنظمات التي يمتلكها القطاع الخاص وتقسم إلى مجموعتين أيضاً أولهما منشآت
الأعمال الخاصة ( الشركات المساهمة، وذات المسؤولية المحدودة، وشركات التضامن،
والمنشآت الفردية)، وثانيهما المنظمات الخاصة الأخرى التي تستهدف تقديم الخدمة
العامة، كالجمعيات الخيرية والنوادي.
ت. المنظمات
المختلطة:
وهي
المنظمات التي تشترك الدولة والقطاع الخاص في ملكيتها وذلك بموجب نسب تحددها
الدولة، وأفضل مثل على ذلك هو شركات القطاع المختلط( الصناعية، والزراعية،
والسياحية).
رابعاً: حجم
المنظمة:
يمكن
تصنيف المنظمات على وفق حجمها إلى ثلاثة:
أ. المنظمات
الكبيرة:
وهي
المنظمات التي غالباً ما تتجاوز إعداد الطاقات البشرية العاملة فيها( عدد أعضائها)
عشرات أو مئات الآلاف أو الملايين من الأفراد.
ويغلب ظهور هذه المنظمات في الدول
المتقدمة صناعياً إلى جانب كون الدولة
ذاتها منظمة كبيرة.
ب. المنظمات
المتوسطة:
وهي
المنظمات التي غالباً ما يكون حجم الطاقات البشرية العاملة فيها الآلاف من
الأفراد.
ت. المنظمات
الصغيرة:
وهي
المنظمات التي يكون فيها عدد الأفراد بأعداد قليلة لا تتجاوز المئات من الأفراد أو
أقل من ذلك.
خامساً: مستوى استخدام التكنولوجيا:
تبوب
المنظمات كذلك حسب مستوى التكنولوجيا أما تبعاً لكثافة استخدامها لها أو حسب طبيعة
الإنتاج أو بموجب معايير أخرى بخصوص وهي:
أ. حسب
كثافة استخدام التكنولوجيا:
تقسم
المنظمات حسب هذه القاعدة إلى ثلاثة أنواع هي:
1.
المنظمات ذات
التكنولوجيا المتطورة( العالية): وهي
المنظمات التي تستخدم مستوى متطوراً جداً من التكنولوجيا في علمياتها الإنتاجية،
فتكون ذات مكننة كثيفة، وقد تصل إلى أن تدار باستخدام السيطرة من بعد أو الأتمتة
وبالتالي انخفاض الأفراد فيها إلى عدد قليل نسبياً.
2.
المنظمات ذات
التكنولوجيا المتوسطة: وهي المنظمات التي
تستخدم مستوى التكنولوجيا يعتمد المكننة أو الآلية في العمليات التشغيلية بشكل
متوسط أو معتدل إلى جانب اعتمادها على الطاقة البشرية.
3.
المنظمات ذات
التكنولوجيا المنخفضة: وهي المنظمات التي تستخدم في عملياتها التشغيلية الآلات
اليدوية أو المكائن المعتمدة على القوى العاملة لدرجة عالية، ويرتفع فيها بالتالي
عدد الأفراد نسبياً مقارنة مع المنظمات الأخرى ذات التكنولوجيا المتطورة أو
المتوسطة.
ب. حسب
طبيعة الإنتاج:
تقسم
المنظمات حسب هذه القاعدة إلى ثلاثة مستويات، آخذا بالتبويب الذي أوردته وود وارد
هي:
1.
المنظمات ذات الإنتاج
الواسع أو الكبير: وهي المنظمات التي
تعتمد على الإنتاج بوجبات وبكميات محققة بذلك وفرات الحجم الكبير في شراء مستلزمات
الإنتاج، والعمليات، وتسويق المنتوجات(المخرجات).
2.
المنظمات ذات الإنتاج
المستمر: وهي المنظمات التي تعتمد أسلوب الإنتاج المستمر بسبب ترابط مراحلها بشكل
كبير، كما هو الحال في منشات الصناعات الكيماوية أو تكرير النفط.
3.
الإنتاج على
أساس الوجبات الصغيرة: وهي المنظمات التي
تنتج على أساس الوجبات الصغيرة، أو على أساس عدد معين من وحدات الإنتاج و بمواصفات
متخصصة أو حسب الطلبيات الواردة لها.
سادساً: طبيعة نشاط المنظمة أو القطاع الذي تعمل
فيه:
تقسم
المنظمات بموجب هذا المعيار إلى اقتصادية(زراعية، صناعية، تجارية، مصرفية)
واجتماعية(صحية، تعليمية، ثقافية) وسياسية( الحزب، المجلس الوطني، المجالس
الشعبية) وتنقسم هذه المنظمات بدورها إلى مجموعات فرعية، وأخرى ثانوية. فالمنظمات (المنشات) الصناعية تنقسم منظمات
تعمل في الصناعة الاستخراجية، والتحويلية والتجميعية، وتنقسم المنظمات في الصناعة
التحويلية مثلاً إلى ما يعمل في صناعات الغزل والنسيج والصناعات الإنتاجية
والصناعات الغذائية وهكذا.
سابعاً:
الموطن أو الإقليم في إطار العلاقات القانونية أو السياسية:
تقسم
المنظمات إلى ثلاثة أنواع هي:
أ. المنظمات
الدولية( العالمية) والإقليمية:
وهي
المنظمات التي تتجاوز في أنشطتها وعلاقاتها الحدود الإقليمية للأقطار التي أسست أو
تعمل فيها، حيث أن خدماتها تمتد إلى أقطار متعددة. وقد تكون هذه المنظمات إقليمية، أي محصورة بعدد
من الدول في إقليم أو منطقة معينة، أو أن تمتد لتشمل معظم أو كل دول العالم في
نشاطات معينة.
ب. المنظمات
القطرية أو(الوطنية):
يمثل
هذا النوع من المنظمات تلك العاملة ضمن حدود القطر الواحد في إطار حقوقه السيادية
وهي تعمل على مستوى القطر ككل.
ت. المنظمات
المحلية:
يمثل
دور أو نشاط هذه المنظمات على جزء من القطر الواحد كالمدينة أو القرية وغالباً ما
يكون أعضاؤها من أبناء المنطقة أو المحلة ذاتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق