جامعة
الأقصى
كلية
العلوم الإدارية والمالية
نظرية
المنظمة
الفصل
السادس
إعداد:
أ/ سيف شعبان عاشور
الفصل
السادس
اتخاذ القرار
المبحث
الأول
أهمية
ومفهوم اتخاذ القرار
يحقق
القرار العلمي الرصين أعلى انجاز مادي ومعنوي للمنظمة العاملة وبجهد أدنى وكلف
أقل، قياساً بالقرارات غير العلمية التي لا ترتكز في حقيقتها إلى الأساليب العلمية
المعتمدة في إطار ذلك ولذا فإن الأهمية الرئيسة في القرار المتخذ تكمن في مدى
استعداد المعنيين إلى قبوله والسير وفق خطاه محققين من خلال ذلك الإسهام الفاعل في
أنشطة المنظمة. فالقرار من الناحية
القانونية إعلان للإدارة يصدر عن سلطة إدارية في صورة تنفيذية بقصد إحداث أثر
قانوني إزاء الأفراد، على أنه كل عمل قانوني يصدر على هيئة إدارية أو هيئة خاصة
لها امتيازات السلطة العامة ويكون موضوعه إدارياً يصور تنفيذاً للقوانين أو
السلطات الممنوحة من الدستور.
أما
النظريات السلوكية فقد أكدت على أن القرار هو عبارة عن حصيلة معقدة تتظافر فيها العديد
من الاعتبارات الاقتصادية، الاجتماعية، والنفسية، والسياسية، والقانونية و
الفنية. ينبغي أن لا ينظر إلى سبل اتخاذ
القرار من زاوية واحدة فقط، كما يراها البعض من المتخصصين. فالقرار ينطوي من حيث الأبعاد الاقتصادية، على
مسألتين أساسيتين هما العوائد المتحققة والكلف المترتبة على اتخاذه. أي أنه يمثل الخطة المستقبلية للمنظمة المعنية
بتحقيق هدف معين بأقل الكلف، وبأعلى العوائد الممكنة الناجمة عن تنفيذه. كما ينطلق السلوكيون إلى إعطاء البيئة
الاجتماعية والنفسية والحضارية أثراً كبيراً في القرارات المتخذة. فهي بمثابة تعبئة شاملة للجهود الاجتماعية
وتوجيهها بشكل منظمة لمواجهة حالات قائمة وظروف معينة. ثم أن الأبعاد السياسية والفكرية والأيديولوجية
تلعب دوراً كبيراً في القرارات التي تتخذ أو توضع موضع التنفيذ: فهي تمثل المعيار الموضوعي الذي من خلاله تدرك
القيادات السياسية ردود الفعل الفردية أو الجماهيرية إزاء القرارات المتخذة من
خلال الممارسات الميدانية لسلوك جماهير الشعب أو الأمة. كما أنها تؤشر باستمرار مدى النضج الفكري
والفلسفي للقيادة السياسية في توجيه وتعبئة الجماهير ومدى ما تحققه السبل الكفيلة
بتحقيق أهدافها.
القرارات
الإدارية يؤكد بشكل واضح على دور البيئة الخارجية وتأثيرها بشكل كبير في القرارات المتخذة. فالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والنفسية والإدارية تلعب كلها أدوراً كبيرة ومتفاوتة في عملية اتخاذ القرار.
ومن
هنا يتضح بأن القرار ذو صلة تفاعلية متكاملة بين المتغيرات الذاتية للبناء
التنظيمي والسلوكي للفرد، وبين المتغيرات البيئية (الخارجية) من ناحية أخرى هذا
خاصة وأن التكوين النفسي للفرد يمكن أن يصور بالشكل التالي ليعبر عن المواقف التي
تميز الفرد إزاء المشاكل القائمة.
ومن
هنا يتضح بجلاء أن القرار العلمي الرشيد يشكل علاجاً مرحلياً للمشكلات الاقتصادية
والإدارية والاجتماعية القائمة، وليس عمقاً سوقياً(استراتيجياً) على المدى البعيد،
طالما أن العلاقات الإنسانية ذات أبعاد متحركة(ديناميكية) ينتابها التغير
المستمرين في جميع الأفاق والأبعاد. وتؤكد
حالة الممكن والرضا والقبول بالقرارات المتخذة نجاح النضج السلوكي والإنساني
الحديث في التعامل مع العنصر البشري.
المبحث
الثاني
أنواع
القرارات
القرارات
المتعلقة بتحديد الرواتب لموظف جديد أو إصدار العلاوة السنوية أو منح الإجازات
الاعتيادية أو المرضية. ويمكن تبويب
القواعد التي تتخذ على أساسها أنواع القرارات كما يأتي:
1.
القرارات حسب
درجة أهميتها.
2.
القرارات
المرحلية أو التعبوية(التكتيكية) أو التشغيلية والقرارات السوقية (الإستراتيجية).
3.
القرارات
المبرمجة والقرارات غير المبرمجة.
4.
القرارات
الفردية والقرارات الجماعية.
5.
القرارات المنظمة
والقرارات الشخصية.
6.
القرارات حسب
درجة الوثوق من المعلومات التي تستند إليها.
أولاً: القرارات حسب أهميتها:
تتفاوت
القرارات حسب درجة أهميتها من غير المهمة إلى الأساسية فقرار استبدال سد حكومي بآخر
مماثل له من قبل المصرف المستثمر في السندات هو قرار غير مهم، قياسياً بدخول
المصرف الأسواق الدولية الجديدة للسندات، ومن بين المعايير المستخدمة في تحديد
أهمية القرار ما يأتي:
1.
النتائج التي
تترتب على تحقيق أهداف المنظمة بسب اتخاذ القرار.
2.
عدد الأفراد
العاملين في المنظمة الذين يتأثرون بالقرار المتخذ فكلما زاد عددهم كلما زادت
أهمية القرار.
3.
حجم الأموال
المطلوب استثمارها بسب القرار أو أثر القرار على الموارد المالية للمنظمة عموماً.
4.
الضغط الزمني
المفروض على عملية اتخاذ القرار إذ أن الإلحاح في اتخاذ القرار يكسبه أهمية أكبر وأسبقية
أعلى قياساً بالقرار الذي يمكن التريث في اتخاذه.
5.
مدى تكرار
القرار، إذ أن القرارات المتكررة هي أقل أهمية من القرارات الاستثنائية.
6.
درجة المرونة
في تغيير القرار المتخذ إذ أن بعض القرارات هي أكثر قابلية للتغير بعد اتخاذها من
غيرها من حين أن الأخرى تولد أثاراً يصعب تبديلها لأنها تتخذ على مفرق طرق تحدد
فيها مسيرة المنظمة لاحقاً.
ثانياً:
القرارات التعبوية أو المرحلية(التكتيكية) والقرارات السوقية(الإستراتيجية):
القرارات
التعبوية والسوقية واحدة من أهم قواعد تصنيف القرارات في المنظمة. حيث تمثل القرارات الاستراتيجي العمق الزمني
البعيد لتحديد السياسة العامة أو العريضة للمنظمة في حين أن القرارات التكتيكية
تمثل تجزئة القرارات الإستراتيجية إلى مراحل زمنية قصيرة الأمد، ويغلب عليها طابع المرحلية
في تنفيذ السياسة العامة للمنظمة لكنها في إطار نفس الاتجاه العام للمنظمة.
ثالثاً:
القرارات المبرمجة والقرارات غير المبرمجة:
يقصد
بالقرارات المبرمجة تلك التي يتكرر حدوثها واتخاذها يومياً قس المنظمة بحيث لا تستدعي جهداً كبيراً في
التفكير بها نظراً لكونها مجدولة أو ذات طابع روتيني في الأداء ومن الأمثلة على
هذه القرارات، تحديد راتب موظف جديد في إطار نظم المكآفات المعمول بها، ومنح الإجازات
الاعتيادية أو المرضية أما القرارات غير المبرمجة فهي تلك القرارات
التي تحصل في مدة زمنية غير متكررة أو في ظروف غير متشابهة لذلك تستدعي جهداً
معنياً من التفكير، إلى جانب متطلبات الحصول على قدر معين من المعلومات وتحمل
المنظمة كلفاً إضافية ومن هذه القرارات إنشاء مشروع جديد، أو إجراء توسعات أو
القيام بشراء معدات جديدة أو طرح منتوجات جديدة إلى الأسواق.
مقارنة
بين القرارات المبرمجة وغير المبرمجة
القرارات
غير المبرمجة
|
القرارات
المبرمجة
|
1.
غير متكررة
أو روتينية(رتيبة)
|
1.
روتينية(رتيبة)
ومتكررة
|
2.
الظروف فيها
متغيرة وغير مستقرة وثابتة
|
2.
الظروف
مستقرة وثابتة نسبياً
|
3.
البيانات غير
مؤكدة نسبياً
|
3.
البيانات
تتسم بالثبات النسبي أو شبه مؤكد
|
4.
الوقت
والجهود المبذولة فيها كبيرة نسبياً
|
4.
الوقت والجهد
المطلوب محدود
|
5.
غالباً ما
يتم اتخاذها في المستويات الإدارية العليا
|
5.
تتخذ في
مختلف المستويات الإدارية
|
6.
غير قابلة
للتحويل في الغالب
|
6.
غالباً ما
يتم تحويل الصلاحيات إلى المستويات الوسطى والدنيا
|
7.
تتعلق بالبعد
الاستراتيجي للمنظمة
|
7.
تتعلق بتمشية
الأنشطة التشغيلية للمنظمة
|
رابعاً:
القرارات الفردية والقرارات الجماعية:
القرارات
الفردية هي تلك القرارات التي غالباً ما يتم اتخاذها من قبل المدير دون أن تستعين
بمشاركة أو مشاورة العاملين والمعنيين بالقرار، وبمثل هذا النوع من القرارات أسلوب
التعامل الاستبدادي في المنظمة. أما
القرارات الجماعية فهي تلك التي تمثل تفاعل أو مشاركة آراء عدد معين من الأفراد
العاملين في المنظمة بحيث يعكس ذلك روح التعامل الديمقراطي في العمل الجماعي في
المنظمة
خامساً:
القرارات المنظمة والقرارات الشخصية:
تمثل
القرارات المنظمية مجموعة القرارات التي يتخذها المدير في إطار الوظيفة الرسمية
التي يشغلها وتمثل انعكاساً للسياسة العامة للمنظمة وتجسيداً للطبيعة التنظيمية
لها، من حيث التعليمات أو الأنظمة التي تسير في إطارها. أما القرارات الشخصية فهي
عبارة عن القرارات التي تعكس شخصية المدير وميوله الذاتية وخبرته الإدارية في
ميدان العمل ولا يمكن تخويل صلاحية اتخاذ القرارات الشخصية بينما يمكن تخويل
صلاحية اتخاذ القرارات المنظمية إلى المستويات الإدارية الأخرى من المنظمة.
سادساً: القرارات حسب درجة الوثوق من المعلومات التي
تستند إليها:
تقسم
إلى ثلاثة أنواع هي:
المؤكدة(أو
في حالة تأكد) وذات مخاطر، وغير المؤكدة(أو في حالة اللاتأكد). ففي حالة التأكيد يمتلك متخذ القرار المعلومات
الكافية التي تمكنه من التنبؤ بالنتائج المتوقعة لخياراته من بين البدائل الكثيرة
ولذلك فهو يتخذ القرار لتعظيم العائد منها.
وعلى الرغم من أن المستقبل ليس مضموناً.
أما في ظل حالة المخاطرة، فإن المدير يقوم بتطوير البدائل ويحسب
"احتمالات" تحقيق النتائج المرتقبة من كل بديل(والاحتمالات هي النسب
المئوية لعدد مرات حدوث نتيجة أو حدث ما، لو أن الفعل قد تكرر مرات كثيرة). ويمكن لشجرة القرار أن تساعد في حساب النتائج
المحتملة من كل بديل.
أما
في حالة اللاتأكد(عدم التأكد)، فإن احتمالات تحقيق النتائج المترتبة على كل بديل
هي غير محددة( أو ربما أقل تحديداً من حالة المخاطرة). فإذا كان هناك عدد كبير من العوامل المؤثرة في
القرار وكانت العوامل هذه غير متشابهة أو كانت في حالة عدم استقرار شديد فإن
المدير يتخذ القرار معتمداً على حكمه وخبراته السابقة مع محاولته إن أمكن وضع بعض
التصورات عن احتمالات تحقيق النتائج.
المبحث
الثالث
المعلومات
اللازمة لاتخاذ القرار
أولاً:
الحاجة للمعلومات:
تحتاج
عملية اتخاذ القرار إلى المعلومات ذات الصلة بالقرار المطلوب توفيرها في الوقت
المناسب ويمكن تصوير المعومات على أنها المادة الأولية التي تصنيع منها القرارات
فهناك علاقة مباشرة بين نوعية هذه المادة الأولية وجودة المنتوج المتمثل بالقرارات
المتخذة.
ويحتاج
المدير بوجه خاص إلى تلك المعلومات التي تعد أساسية وحاسمة في تحقيق نجاح
المنظمة. كما يحتاج إلى المعلومات عن
العوامل الأقل خضوعاً، أو غير الخاضعة للسيطرة مثل التوقعات الاقتصادية للقطر
ككل(المستوى العام للأسعار، حجم الاستخدام، الأسواق النقدية والمالية) التطورات
العالمية الاقتصادية والمالية والسياسية.
وعليه فإن نوعية القرارات المتخذة يمكن أن تتحسن بدرجة كبيرة عندما تتوافر
المعومات الدقيقة والملائمة التي يمكن الحصول عليها عند الحاجة وليس بعد فوات
الأوان.
ثانياً: نظم المعلومات الإدارية:
يحصل
المدير على المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار من خلال نظام المعلومات في المنظمة.
والأخير هو نظام لجميع البيانات عن العمليات الداخلية والبيئة الخارجية المحيطة
وتحويلها إلى معلومات تصلح لاتخاذ القرارات.
ويتطلب نظام المعلومات ذاته ممارسة وظيفة التخطيط لغرض زيادة فاعليته
وكفاءته، ذلك لأن فقدان تخطيط المعلومات يؤدي إلى ارتبك كبير فيها. كما يحتاج هذا النظام إلى إسناد ودعم الإدارة
العليا له لغرض إنجاحه، واستفادة المدراء منه.
ثالثاً: الحاسوب والمدير:
لقد
استخدم الحاسوب في البداية في عمليات مسك الدفاتر وبعض العمليات المحاسبية. غير أن الإدارة المعاصرة أخذت توسع من
الاستفادة منه في مختلف العمليات اليومية في المنظمة. بل أصبح الحاسوب في المنظمة المعاصرة بمثابة
القلب النابض في نظام المعلومات. هذا إلى
جانب ما يقدمه من مساعدات في القرارات الرتيبة(الروتينية) وغير الرتيبة.
رابعاً:
محددات نظم المعلومات الإدارية:
على
الرغم من مزايا نظم المعلومات المستندة إلى قاعدة الحاسوب فإن هناك بعض المحددات
والمعوقات التي يعمل المدير الناجح في المنظمة على تفاديها أو معالجتها، ومن
بين ذلك:
1.
يتوقع بعض
المدراء من الحاسوب أكثر من المطلوب فالحاسوب يعالج البيانات المعطاة له ويصل إلى
قرارات حسب قواعد محددة لاتخاذها، سبق تغذيتها له ضمن البرامج أي أنه لا يفكر
لوحده.
2.
هناك بعض نظم
المعلومات التي تنتج حجماً كبيراً من المعلومات يفوق الحاجة لها مما يعني إشغال المدراء
بمعلومات مفصلة جداً وكثيفة لا يحتاجونها، كما يؤدي ذلك إلى استخدام الوقت بشكل
غير كفوء.
3.
يؤدي استخدام
الحاسوب في بعض المنظمات إلى ارتفاع في كلف تشغل نظام المعلومات بما يفوق المتأنية
منه، خاصة عندما يكون الاستخدام في مجالات غير مهمة أو في اتخاذ قرارات تافهة .
وقد أدخل العديد من المنظمات المعاصرة الحاسوب الصغير لخفض الكلف وترشيد استخدام
الحاسوب.
المبحث
الرابع
نظريات
اتخاذ القرار
أولاً:
النظريات التقليدية (الكلاسيكية) والمعدلة:
المراحل
الأساسية التي تمر بها عملية اتخاذ القرار على وفق الفكر التقليدي المعدل هي:
1.
تحديد المشكلة: يمكن تعريف "المشكلة" على أنها
الفارق بين ما هو قائم أو كائن وبين المطلوب أو ما يراد أن يكون. وهذا يعني معرفة
الفارق بين الواقع وبين الأهداف وتحديد الأسباب وراء ذلك التي قد تكون الكفاءة أو
الخلل في العلميات أو الفرص التي لا بد أن تستنفد. لقد افترض النموذج التقليدي في
اتخاذ القرار بأن المدير قادر دائماً على تحديد المشكلات بكل أبعادها ومتغيراتها،
رغم أن قدرات الفرد الذاتية محدودة وقد لا يستطيع رصد المشكلة أو الظاهرة موضوع
البحث.
2.
البحث عن تطوير
الحلول البديلة:
بعد أن يحدد متخذ القرار المشكلة وأبعادها فإنه يتوجه للبحث عن الحلول
البديلة أو البدائل وكلما ازدادت أهمية المشكلة وارتفعت كلفتها كلما كرس وقت أطول
للبحث عن البدائل وتطويرها وغالباً ما يتجه المدير كمتخذ للقرار، إلى تجربة
"البدائل المعروفة" أولاً، أي تلك التي استخدمت في مواقف مشابهة. فإن لم تكن مجدية فإنه يتوجه إلى البحث عن
بدائل جديدة. وفي البحث عن البدائل
الجديدة يواجه متخذ القرار مقيدات معينة تؤلف عقبات تحول دون اختيار بعض البدائل
ومن أهم هذه المقيدات الوقت والمال. فبعض
القرارات لا بد أن تتخذ بوقت قصير، وبعضها يحتاج إلى أموال تفوق قدرة المنظمة.
3.
التقييم النسبي
للنتائج المتوقعة لكل بديل:
تترابط هذه العملية مع سابقتها ويبرز في التقييم عاملان: أحدهما مدى كون البديل قابلاً للتطبيع في ضوء
أهداف وموارد المنظمة، وثانيهما قدرة البديل على حل المشكلة المطروحة. وقد يكون البديل "منطقياً" ولكنه غير
مجد أو غير نافع. وتتطلب شروط "الرشد" أو "العقلانية" أن يكون
متخذ القرار قادراً على التنبؤ بنتائج كل بديل قيد البحث، ولكنه بسبب المعلومات
المحددة عن المستقبل فإنه يعمل على جمع الحقائق والبيانات ذات العلاقة والضرورة
للقرار مع محاولة فحصها وتحديد أهميتها أو وزنها أو تقدير احتمالات تحققها، وتؤخذ
بنظر الاعتبار مصالح التقسيمات المختلفة في المنظمة إذ قد يكون بديل ما في صالح
قسم معين وفي غير صالح قسم أخر.
وهناك
بعض الأساليب التي تساعد متخذ القرار في عملية التقييم منها:
أ.
أخذ العوامل
القابلة للتقييم (مبالغ من المال، ساعات عمل، كلف...) وغير القابلة للتقييم(
الشهرة، الروح المعنوية، الرضى...) بنظر الاعتبار.
ب.
استعمال
التحليل الحدي في المقابلة بين الإيراد والكلف(نقطة تعادل الإيراد الحدي والكلفة
الحدية) في إطار التحليل الاقتصادي للنتائج المتوقعة من البدائل.
ت.
استعمال تحليل
الكلفة المنفعة وذلك في المواقف التي تكون فيها نتائج البدائل أقل وضوحاً.
4.
اختيار البديل
الأفضل: تعد هذه الخطوة القمة في عملية اتخاذ القرار،
حيث يمارس فيها متخذ القرار حكمه في هذا الخصوص وهي تقوم على أساس المفاضلة بين
البدائل في ضوء نتائجها المتوقعة (المحتملة) ومقارنتها مع الأهداف أو المعايير
المنبثقة عنها. ويؤكد الفكر التقليدي على
ضرورة "تعظيم" العائد أو المردود من اتخاذ القرار ومن بين ما يستند إليه
متخذ القرار في اختيار البديل الأفضل ما يأتي:
أ.
خبراته السابقة
على أساس أن بعض القرارات كانت قد اتخذت بالماضي وجربت آثارها، ولو أن الماضي لا
يتكرر بالضرورة في الحاضر أو المستقبل بسبب تبدل الظروف بصورة مستمرة.
ب.
التجريب مثل
تجربة تسويق عينات من سلعة معينة في أسواق محددة، وتجربة سياسية تسعير جديدة ثم
دراسة نتائج ذلك.
ت.
البحث والتحليل
وهو يتطلب تجزئة المشكلة إلى عناصرها أو عواملها الملموسة وغير الملموسة واختيار
البديل الأفضل في ضوء ذلك.
5.
تنفيذ القرار: لا بد لمتخذ القرار من متابعة نتائج تنفيذ
القرار لمعرفة جدواه ومجالات ايجابياته وسلبياته للإفادة منها في اتخاذ القرارات
في المستقبل. ويعتمد التنفيذ على قبول
القرار من قبل المعنيين المرؤوسين منهم والعاملين في الأقسام الأخرى ذات العلاقة
بالقرار.
ثانياً: النظريات السلوكية (الإنسانية):
انطوى
الفكر التقليدي على العديد من المواقف الافتراضية التي تعتمد المنطقية أو
العقلانية (الرشد) في اتخاذ القرار ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. نظراً لكون الإنسان يمتلك قدرات عقلية وخبرات
محدودة في استقراء وتحليل البدائل المتاحة لمعالجة المشكلات القائمة فإن ذلك يحد
من منطقية التصرف الإنساني إزاء المشكلات ولذا فقد تبلورت المنطلقات السلوكية في
النظر لمسألة اتخاذ القرار وقد سمي هذا الاتجاه في المنظور الفكري باتجاه"
الرجل الإداري" وقد اعتمد هذا المنطلق الفكري بشكل كبير على حقيقة القابلية
المحدودة للفرد في الوصول للقرار الأفضل( الذي يؤدي إلى تعظيم المردود) واتجاهه،
عوضاً عن ذلك نحو القرار المرضي ومن أشهر النماذج السلوكية في اتخاذ القرار نموذج
مارج وسايمون.
ويتضمن
نموذج مارج سايمون أربعة مستويات أساسية في عملية اتخاذ القرار تنطوي على خمسة
افتراضات أساسية تعبر عن طبيعة السلوك الإنساني في مسألة اتخاذ القرار وهي:
أ.
كلما انخفض
الرضا لدى الفرد، كلما زاد البحث عن القيم والمكاسب المتوقعة.
ب.
كلما زاد البحث
عن القيم والمكاسب المتوقعة، كلما زاد مستوى القيم والمنافع المتحققة.
ت.
كلما زاد مستوى
القيم المتحققة، كلما زاد مستو بالرضا.
ث.
كلما زاد مستوى
القيم والمنافع المتوقعة، كلما زاد مستوى الطموح.
ج.
كلما زاد مستوى
الطموح، كلما انخفض مستوى الرضا.